باب الرقيب:
(( ومن آفات الحب الرقيبُ , وإنه لحمى باطنة , وبرسام مُلحّ , وفكر مكبّ, والرقباء أقسام:
فأولهم مُثقل بالجلوس, غير متعمد, في مكان اجتمع فيه المرء مع محبوبه, وعزما علة إظهار شئ من سرهما, والبوح بوجودهما , والانفراد بالحديث, ولقد يعرض للمحب من القلق بهذه الصفة مالا يعرض له مما أشدّ منها..
ثم رقيب قد أحس من أمرهما بطرف, وتوجس من مذهبهما شئياً, أن يستبين حقيقة ذلك, فيدمن الجلوس, ويطيل القعود, ويتخفى بالحركات, ويرمق الوجوه, ويحّصل الانفاس, وهذا أعدى من الحرب.
وأشنع مايكون للرقيب إذا كان ممن امتحن بالعشق قديماً , ودهى به, وطالت مدته فيه, ثم عّرى عنه بعد إحكامه لمعانيه, غكان راغباً في صيانة من رقّب عليه.......
- باب الواشي:
(( ومن آفات الحب الواشي, وهو على ضربين:
أحدهما واش يريد القطع بين المتحابين فقط, وإن هذا لأفتراه سوءة, على أنه السم الدّعاف, والصاب الممقر, والحتف القاصد, والبلاء الوارد, وربما لم ينجح ترقيشه.
والثاني واش يسعى للقطع بين المحبين , ولينفرد بالمحبوب ويستأثره, وهذا أشد شئ وأقطعه وأجزم لاجتهاد الواشي واستنفاد جهده..
ومن الوشاة جنس ثالث , وهو واش يسعى بهما جميعاً, ويكشف سرهما, وهذا لايلتفت إليه إذا كان المحب مساعداً.