طوق الحمامة في الألفة والألاف

اجتمعت لهذا الكتاب فنون من العناصر ميزته عن غيره من الكتب الأندلسية منها:
1-أنه كتاب في الحب يكتبه فقيه من فقهاء الأندلس كان شديد العارضة في الدفاع عن الدين, وقدصرف حياته في المجادلات الفقهية, فتخصيصه شيئا من وقته للحديث في هذا الموضوع مما يستوقف النظر, وقد كان يحس وهو يكتبه أن بعض المتعصبين سينكرون عليه تأليفه,ويقول: إنه خالف طريقته وتجافى عن وجهته, فقال:
(((وما أُحٍلُ لأحد أن يظن في غير ما قصدته))), وصرح أنه لا يحب المراءاة , ولاأن ينسك نسكاً أعجمياً

2-الطريقة التي أتبعها ابن حزم في هذا الكتاب:
إذا كانت غايته الكبرى هي رسم صورة واقعية من حياته هو , ومن حياة الناس ببلده حول موضوع واحد هو الحب مخفياً بعض اسماء الأشخاص حيناً, ومصرحاً بها أحياناً أخرى.
وهذه الناحية من الكتاب هي اقوى ما فيه, لأنها تضمنت أعترافاته الذاتية,وتجاربه وتجارب من حوله في شؤون عاطفية, فكان ذلك من أجمل ما سجلته كتب التراجم العربية في هذا الباب , فالكتاب في بعض نواحيه (ترجمة ذاتية) تصور شجاعة صاحبها في الحديث عن نفسه وعن مجتمعه , كما تدل على نوع دقيق من الاستبطان النفسي ومن دراسة عارضة لنفسيات الآخرين, ثم أن هذا الكتاب يحتوي على نظرية في الحب توشك أن تكون فلسفة أفلاطونية وهي نوع من أنواع الحب العذري.
ويستهل حديثه فيه بأن الحب ظاهرة إنسانية لم يسلم منها حاكم ولا محكوم, ويعرفه ( بأنه اتصال بين أجزاء النفوس في الطبيعة الإنسانية في الأجساد في عالم الأرض السفلي , ويحدث هذا الاتصال حين تكون بين النفوس أو الأرواح مشاكلة فيكون الحب ,أما إذا كان بينهما انفصال وتباين فيكون البغض , والحب بذلك بين النفوس لا بين الأجسام.)